رأي

حتى لاننخدع.. التهويد طال الأنظمة العربية وترامب وحده لا يصنع  التاريخ!

يشكل مشهد عزف “هاتيكفاه/ الأمل” النشيد الرسمى للكيان الصهيونى اليوم 23 مارس 2019 فى قطر بعد حصول اللاعب الصهيوني أليكس شاتيلوف على الميدالية الذهبية في بطولة كأس العالم للجمباز إنجازا كبيرا للكيان الصهيونى كما اعتبره نيتانياهو رئيس وزراء الكيان الصهيونى، وبعد وقت قليل من مشاركة منتخب الاحتلال الصهيونى  فى بطولة العالم لكرة اليد التي أقيمت في الدوحة لطلاب المدارس ولم تكن المرة الأولى التى تستضيف فيها قطر رياضيين صهاينة.

ويأتى ذلك فى إطار ما أعلنه نيتانياهو رئيس وزراء الكيان الصهيونى يوم الأحد الماضى عقب زيارته لتشاد بانها “تندرج ضمن الثورة التي نقوم بها في العالم العربي والمسلم والتي وعدت بإنجازها”، ليشكل ذلك إمتدادا من عمليات التهويد التى ترتكز على التطهير والإلغاء الحضارى والثقافى والإبادة العرقية والقتل الجماعى ومحو الهوية، للآخر الفلسطينى العربى، وكعمليات مقدسة قررها الإله، لتسييد الجنس اليهودى وتحقيقا لتكامل الأهداف الاستعمارية للأرض واقتصادياتها مع الوعد الإلهى بتمكين اليهود واختيار الإله لهم لإقامة مملكته واستعادة إسرائيل التوراتية.

ومع محاولات استيعاب أو امتصاص المجموعات السكانية أو المناطق الجغرافية التى للآخر العربى  إلى اليهودية وبالمعايير الثقافية والدينية العبرانية  والتى يدعو لها النشيد الرسمى الصهيونى والتى تغنوا بها على أرض عربية وسط جموع عربية :ــ

للأمام نحو الشرق،

عين تنظر إلى صهيون.

أملنا لم يضع بعد، أمل عمره ألفا سنة، .. بلاد صهيون وأورشليم القدس .. إلى إمتداد التهويد إلى محو المقاومة للشعوب العربية التي ترفض وجود وكينونة الكيان الصهيونى وترفض الاعتراف به.

وامتدادا بتهويد أوطانهم بتأكيد الهوية الصهيونية المزعومة بتكريس وجودهم وأفكارهم الدعائية الصهيونية فى فاعليات الواقع العربى والتى تستهدف التأكيد الدعائى بأن فلسطين ستظل “ملكاً للشعب اليهودي إلى الأبد” وليغرسوا دعايتهم فى عقول وقلوب الشباب العربى رافعة الرايات المقدسة اللاهوتية الصهيونية : “عمينو، أرتسينو، مولادتينو ( شعبنا، بلدنا، وطننا ) تعود لنا مطهّرة من الجوييم .. نظيفة من العرب.

وكما يمثل ذلك النشيد الرسمى للكيان الصهيونى والذى يعبر عن أنه ليس هناك شعب فلسطيني تاريخي، وليس هناك في التاريخ العربي شييء اسمه فلسطين كما أكد شموئيل كاتس (عضو الكنيست الأولى وأحد مؤسسي حركة أرض إسرائيل الكاملة، ومستشار رئيس الحكومة مناحيم بيغن أواخر السبعينات).

ويأتى هذا ضمن المخططات الصهيونية والأنظمة العربية المتعاونة بقوة معها من أجل بناء تحالف استراتيجى مع الكيان الصهيونى وتحت حجج متعددة وممنهجة بداية من مواجهة ومحاربة الإرهاب ومواجهة تصاعد النفوذ الإيرانى وبالتالى وصف المقاومة للكيان الصهيونى بالإرهاب والعار. ولم يكن هذا جديدا فى الأنظمة العربية فقد استعانت قطر بالشركات الإسرائيلية لزيادة استثماراتها فى البنية التحتية.

وكشف المعارضون القطريون للتطبيع مع العدو الصهيونى أن أكثر من 10 من ضابط الموساد يقومون بتدريب المتطرفين داخل الإمارة لتخريب الدول العربية وقيام رجل أعمال صهيونى بإستثمار 243 مليون دولار بقطر منذ 2017 وبيع الغاز للكيان الصهيونى وتم فتح مكتب تجارى له منذ عام 1996 بالدوحة واعتبر الرئيس الصهيونى للمكتب سفيرا.

وفى هذا الإطار تأتى عمليات تبيض وجه التطبيع مع العدو الصهيونى من خلال دفقات المساعدات القطرية لحماس ففى نوفمبر 2018 دافع رئيس الوزراء الصهيونى نتانياهو عن قراره السماح لقطر بتسليم قطاع غزة 15 مليون دولار لدفع متأخرات رواتب الموظفين الحكوميين ووصف ذلك بالطريقة المسؤولة الحكيمة.

وأضاف أنه سيتم توزيع 90 مليون دولار على 6 دفعات شهرية لتغطية بعض أجزاء من رواتب الآلاف من الموظفين الحكوميين  الذين يعملون تحت إدارة حماس معلنا إنه يقوم بما في وسعه بالتنسيق مع العناصر الأمنية لإعادة الهدوء إلى بلدات الجنوب, و”إنما كذلك لمنع وقوع أزمة إنسانية” وللتصاعد عمليات التهويد معى الخضوع العربى للسياسات الأمريكية لترامب بعد إعلانه إن الوقت قد حان لاعتراف الولايات المتحدة الكامل بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان التي لها أهمية استراتيجية وأمنية حيوية لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي.

وعقب نيتانياهو على إعلان ترامب :ــ  في الوقت الذي تسعى فيه إيران لاستخدام سوريا كقاعدة لتدمير إسرائيل، الرئيس‫ ترامب يعترف بجرأة بالسيادة الإسرائيلية على‫ الجولان .. شكرا أيها الرئيس ترامب!” ليجرى نتنياهو اتصالا هاتفيا مع ترامب ويشكره على قراره قائلا له: صنعت التاريخ.

وعلى تسييد وتدعيم سياسات التهويد الصهيونية فى الواقع العربى أكدت تسيبي ليفني زعيمة حزب الحركة الصهيونى منافسة نيتانياهو “ان الأموال القطرية دعمت الحملات الدعائية  لنتنياهو ” هكذا لايصنع ترامب وحده التاريخ بل تصنع معه أنظمة التطبيع التى هودت مجتمعاتها لصالح الكيان الصهيونى .

مينا سمير

محرر صحفي بموقع "إسرائيل الآن"

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق