رأي

القيادي البحريني فاضل عباس يكتب: التطبيع مع العدو الصهيوني.. الحقائق المغيبة

فاضل عباس 

قضية التطبيع مع العدو الصهيوني ليست وجهة نظر يجب احترامها وفق الأسس الديمقراطية، فهي تعادل المعصية الكبرى والتى يعاقب عليها الله بدخولك النار .. وبالتالي المعصية ليست وجهة نظر، بالإضافة إلى كون رأي الشعب العربي مغيّبا ! فلا يستطيع عملياً مقاومة هذا التوجّه بينما المطبّعون يستطيعون الترويج لهذه الأفكار !!.

كذلك هناك فرق جوهري بين ما هو إستراتيجي ويحمله عقل ووجدان وتاريخ الأمتين العربية والإسلامية، وبين ما هو مرحلي من صراعات إقليمية سوف ينتهي بها المطاف إلى التفاوض والتسويات، فهي جزء من مصالح إقليمية وترسّبات وصراعات دينية وطائفية سوف تنتهي بالتسويات وإن ارتفعت وتيرة الخطاب السياسي بين هذه الدول والأحزاب .

لكن يبقي الدور الامريكي هو الدور المحوري في هذا الترويج للتطبيع وإنّ إرادة هذه الدول مسلوبه بالكامل، فلا تستطيع مواجهة الرغبات والتمنّيات الأمريكية بل هي من تخلق أسس وقواعد الصراع بالمنطقة وتعطي التفسيرات والتأويلات بهدف  شرعنة هذا التطبيع من الناحية السياسية وفق منطق هذا ما هو ممكن حاليا، ويتم تغييب ما هو ممكن وفق قدرات الأمّة الحقيقية.

بالإضافة إلى محاولة تطويع الدين ليخدم هذه الأهداف السياسية سواء عن طريق صنع رجال دين (مشايخ الدين الجدد) أو سجن وتهديد وتغييب من يرفض هذا التوجّه من زاوية الواجب الديني، كذلك هناك محاوله تغييب الفهم والأسس الحقيقية باستبدال ما هو إستراتيجي بما هو مرحلي من صراعات تتعمد الادارة الأمريكية والحركة الصهيونية في نشرها.

بقيت القضية الفلسطينية لعقد من الزمن هي جوهر وأولوية الصراع العربي-الصهيوني وإعتبارها صراع وجود وليس صراع حدود، ولكن اليوم وبعد أن تم تغييب مصطلحات وأسس الصراع في جزء من الإعلام العربي لتأتي التفسيرات من السياسيين الجدد بأنّ الصراع تحوّل إلى خلاف حدود بين فلسطين (الضفة الغربية وغزّة) ودويلة العدو الصهيوني يمكن حلّه بالمفاوضات وقدّموا تنازلًا آخر أيضاً هو أن الحلّ ليس الآن بالضرورة فالقيام بالتطبيع والصراعات الإقليمية أولاً وهذا يتم بالتعاون مع دويلة العدو ثم ننظر في إمكانية الحل للقضية الفلسطينية!!، هل هذا الخيار صحيح ؟.

أولاً: الفلسطينيون هم من يحددون مصالحهم بالإضافة لوجود دور إسلامي نابع من أهمية فلسطين التاريحية من الناحية الدينية، وبالتالي فلا يمكن لأي أطراف أخرى بالتنازل عن هذه الحقوق وخصوصاً ما يجمع عليه جميع المسلمين.

ثانياً: من يحدد أولويات الصراع في المنطقة لا يجب أن ينتقص من حقوق الشعب الفلسطيني ومن ثوابت الأمتين العربية والإسلامية ، وهو لا يملك الحجم ولا الثقل التاريخي ليلعب هذا الدور ولم يقدّم التضحيات من أجل فلسطين لا في الماضي ولا في الحاضر ولم يطلب منه.

فالشعب الفلسطيني قادر على مواصلة نضاله ولذلك محاولة حرف هذا الصراع واستبدال ما هو إستراتجي بما هو مرحلي سوف يسقط كما سقط كل من طبع مع الكيان الصهيويني من دول وفنانين ومثقفين، فوجدان وعقل الأمّة لا يمكن تغييبه بقوة الأجهزة الأمنية في بعض الدول العربية.

وفق المنطق الأمريكي والغربي وكما فعلت بريطانيا عندما خرجت من الاتحاد الأوروبي عن طريق الاستفتاء، فالدول التى تعتزم التطبيع إذا كانت تحترم الحد الأدني من إرادة شعوبها فهي تستطيع تنظيم استفتاء حول هذا الأمر كمبرر لعودتهم عن تحقيق الرغبات والتمنيّات الأمريكية في مجال التطبيع والعودة لثوابت الأمّة ورفض استبدال ما هو إستراتيجي بما هو مرحلي من صراعات بالمنطقة.

الوسوم

فاضل عباس

قيادي في المعارضة البحرينية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق