إسرائيل من الداخلالحياة السياسية

بيني جانتس منافس نتنياهو المتهم بالتسامح: إرهابي قتل 2300 فلسطيني في 50 يومًا

في يوليو 2015، شنت قوات العدو الصهيوني حربًا على قطاع غزة الفلسطيني، أسفرت عن استشهاد أكثر من 2300 فلسطيني، وتدمير شبه كامل للقطاع. الحرب التي قادها سياسيًا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تولى قيادتها من كان آنذاك، رئيسًا لأركان جيش الاحتلال، قبل أن يكون حاليًا المنافس الرئيسي لنتنياهو في الانتخابات الجارية.

4 سنوات فقط، تفصل بين اشتراكهما في الجريمة، وتنصل كل منهما من الآخر. يتهم نتنياهو غريمه الحالي بأنه “يساريًا” وبأنه متعاطف مع “حماس” والفلسطينيين، وبأنه سيقدم تنازلات لهم في حال فوزه، في المقابل لا يفوت جانتس فرصة إلا ويؤكد أنه لا يقل تطرفًا عن منافسه الحالي، وشريك جرائمه في الماضي.

في برنامجه الانتخابي، لم يختلف جانتس كثيرًا عن نتنياهو.. تعهد بالحفاظ على المستوطنات، وأن الوحدات الاستيطانية الموجودة “ستعزز” أما القدس، بما فيها القدس الشرقية، أكد جانتس أنها “ستبقى إلى الأبد عاصمة” لإسرائيل. وقال جانتس: “لن نسمح لملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في الجهة الأخرى لجدار الفصل من تهديد أمننا وهويتنا كدولة يهودية”.

بني جانتس والانتخابات الإسرائيلية

 

جانتس، الذي يحاول نتنياهو ومعسكره إظهاره وكأنه حمامة سلام، اختار أن تكون دعايته الانتخابية، صورة للدمار الهائل الذي خلفه العدوان الذي قاده على قطاع غزة في سنة 2014، ليكون دعايته الانتخابية قبل الانتخابات المرتقبة الشهر المقبل.

ونشر غانتس على حسابه في “فيس بوك”، صورة لمنازل مدمّرة في قطاع غزة، وعلّق عليها قائلاً: “فقط القوى ينتصر”، ثم أضاف، “6231 هدفًا دُمرت.. غزة رجعت للعصر الجحري”.

وشنت إسرائيل في السابع من يوليو عام 2014، حربًا برية وجوية وبحرية على قطاع غزة، تحت قيادة جانتس، استمرت لمدة 51 يومًا، وانتهت في الـ 26 من أغسطس من  العام ذاته.

وأسفرت تلك الحرب عن استشهاد 2322 فلسطينيًا. كان من بين الشهداء 578 طفلا، أعمارهم تتراوح من شهر واحد إلى 16 عامًا، و489 امرأة أعمارهم من 20-40 عامًا، و102 مسنًا (50-80) عامًا، حسب إحصائيات لوزارة الصحة الفلسطينية.

وأدت الحرب، إلى إصابة نحو 11 ألفًا، منهم 302 سيدة، ومنهن 100 سيدة تعاني من إعاقة دائمة، كما وأصيب (3303) من بين الجرحى بإعاقة دائمة، وفق الإحصائية.

بيني جانتس
بيني جانتس

مجزرة الجرف الصامد

 

وفي إحصائية أخرى لوزارة الشؤون الاجتماعية في قطاع غزة، تقول إن نسبة الجرحى الذين أصيبوا بإعاقات سمعية وبصرية وحركية بسبب الحرب، تجاوزت ال40% من مجموع الجرحى الكلي.

وتقول الإحصائية إن “إسرائيل ارتكبت مجازر بحق 144 عائلة فلسطينية، حيث قتلت من كل عائلة ثلاثة أفراد أو أكثر”.

وبلغ عدد الغارات التي شنتها الأسلحة الجوية والبرية والبحرية الإسرائيلية على قطاع غزة، نحو 60 ألفًا، و664 غارة.

وتسببت الغارات في تدمير  12 ألف وحدة سكنية، بشكل كلي، ونحو 160 ألف وحدة بشكل جزئي، منها 6600 وحدة غير صالحة للسكن، حسب إحصائية أعدتها وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).

وتقول “أونروا”، إنه تم إزالة ما يقرب من 3 آلاف مادة متفجرة من مخلفات الحرب في القطاع، من أصل 7 آلاف وذلك بعد عامين فقط من الحرب اى في 2016م وأن هذه المخلفات القابلة للانفجار لا تزال تشكل تهديدًا كبيرًا ومستمرًا للمدنيين، ولعمليات إعادة إعمار القطاع.

مجزرة عامود السحاب

 

وجراء انفجار تلك المخلفات في حوادث مختلفة منذ انتهاء الحرب، لقي نحو 16 شخصًا مصرعهم وأصيب 97 آخرون، بينهم 48 طفلا.

وأشارت الأونروا إلى أن ما يزيد عن 80% من الأسر المهجرة جراء الحرب، اقترضت المال لتدبير أمورها، وما يزيد عن 85% من العائلات المشردة، اشترت معظم طعامها معتمدة على الاقتراض وأستغل غانتس جرائمه تلك في الدعاية الانتخابية لحملته واصفًا إياها بالقوة تنتصر.

حربًا دموية أخرى انتهت بمجازر بشعة ضد الشعب الفلسطيني قادها بيني جانتس ضد قطاع غزة في 14 نوفمبر 2012، أطلف عليها “عامود السحاب”، أسفرت عن استشهاد 174 فلسطينى وإصابة 1200 فضلا عن خسائر مادية 300 مليون دولار فيما لقى 15 مصرعهم من جيش الاحتلال وأصيب 239  من القوات.

جانتس الذي يعد أحد القادة الإسرائيليين المتهمين بارتكاب جرائم حرب بحق الفلسطينيين، استهل حملته بمزيد من الدعاية المتطرفة حيث هدد “حزب الله” وتوعد إيران بضربات دقيقة ومؤلمة.

من هو بني جانتس؟

 

هو بنيامين “بيني” غانتس  مواليد 9 يونيو 1959 في كفر آحيم، وتولى رئيس هيئة الأركان العامة العشرين للجيش الإسرائيلي، قبل أن يعلن مؤخرًا خوضه الانتخابات الإسرائيلية ضمن حزب جديد نهاية عام 2018 باسم “حوسين لاسرائيل”.

في نهاية عام 1977 انخرط غانتس في صفوف الجيش وانضم إلى لواء المظليين وشارك في عملية الليطاني.

و في عام 1979، تخرج غانتس من مدرسة تأهيل الضباط لجيش الدفاع وأصبح قائد فصيلة ثم قائد سرية في لواء المظليين، وفي تلك الفترة اشترك في عملية “ايش دميم” في العمق اللبناني والتي أسفرت عن استشهاد 8 من أعضاء حزب الله .

سافر جانتس إلى الولايات المتحدة لتكملة دورة الوحدات الخاصة وعاد إلى إسرائيل بعد شهرين من اندلاع حرب لبنان الأولىٍ وانضم إلى لواء المظليين الذي حارب في بيروت، وهناك استلم قيادة فصيلة بعد أن أصيب قائد الفصيلة، وفي سنة 1983 عُيّن قائد فصيلة في وحدة الهندسة الحربية وبعدها عُيّن نائب لقائد وحدة شالداغ التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي.

في سنة 1987 عُيّن قائد كتيبه 890 في لواء المظليين وشارك في أربعة اشتباكات مع حزب الله في جنوب لبنان، وفي سنة 1989 استلم قيادة وحدة شالداغ وشاركت وحدة شالداغ تحت قيادته بعملية “شالمه” سنة 1991، والتي نقلت 14,400 يهودي من إثيوبيا إلى إسرائيل خلال 34 ساعة بمشاركة 30 طائره من طائرات سلاح الجو الإسرائيلي وشركة العال الإسرائيلية للطيران.

بيني جانتس
بيني جانتس

بيني جانتس قائد في جيش العدو

 

في سنة 1992 عُيّن قائد للواء المظليين بقوات الاحتياط، وسنة 1994 عُيّن قائدا للواء يهودا أما في سنة 1995 عين قائد للواء المظليين وبعد سنتين ذهب للدراسة الأكاديمية في الولايات المتحدة وفي 1999 عُيّن قائدًا لوحدة الارتباط مع جنوب لبنان.

و في عام 2000، عُيّن قائدًا لفرقة يهودا والسامرة أي قائدا على منطقة الضفة الغربية وفي تلك الفترة اندلعت الانتفاضة الثانية.

وفي 2002، عُيّن جانتس قائدًا للمنطقة الشمالية في جيش الدفاع، ثم تولّى عام 2005 قيادة القوات البرية وفي تلك الفترة اندلعت حرب لبنان الثانية. وفي الفترة ما بين 2007 و2009 كان جانتس ملحقًا عسكريًا لدى الولايات المتحدة.

في 2009، تولّى غانتس منصب نائب رئيس هيئة الأركان العامة في جيش الدفاع تلبية لطلب وزير الدفاع وأدى منصبه هذا حتى نوفمبر 2010 ,وخلال هذه الفترة، قام الجنرال جانتس بتطبيق خطة “تيفين” المتعددة السنوات بالإضافة إلى قيادة خطط أخرى في مجالات قوات الاحتياط والطاقة البشرية وميزانية جيش الدفاع وغيرها من المجالات.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق