عرب وصهاينة

مشاريع التسوية على المسار الفلسطيني من عام 1936 حتى الآن

مشاريع التسوية على المسار الفلسطيني | كتب- أحمد بلال:

عملت الحركة الصهيونية على إقامة وطن قومي لليهود، دون أن تعلن حدود واضحة له، حتى عندما صدر وعد بلفور، لم يتضمن الوعد حدودًا واضحة للدولة، وحتى احتلال البريطانيين لفلسطين سنة 1918، لم يكن هناك ما يمكن التفاوض عليه، وعندما أخذ المشروع الصهيوني في النمو في فلسطين بدرجة خطيرة، واندلعت الثورة الفلسطينية بدأت تظهر مشروعات تسوية.

 

مشاريع التسوية حتى حرب 1948

 

لجنة بيل

وطُرح هذا المشروع منذ بدايات المشكلة الفلسطينية، وتبنته لجنة بيل، التي أرسلتها الحكومة البريطانية إلى فلسطين بعد الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، وخلصت اللجنة إلى ضرورة تقسيم فلسطين، لعدم إمكانية قيام دولة ثنائية القومية فيها، لأن العلاقات بين العرب واليهود لا تسمح بذلك.

وقد رفض الفلسطينيون بشكل مطلق هذا المشروع، واستأنفوا بشكل أشد وأعنف المرحلة الثانية من الثورة الكبرى. أما الحركة الصهيونية فقد رفضت الحدود المقترحة، لكنها فوضت لجنتها التنفيذية للدخول في مفاوضات مع بريطانيا للتحقق من خطة التقسيم، ثم إحالتها إلى مؤتمر صهيوني جديد لإصدار قرار بشأنها.

 

مشروع الأمير عبد الله

اقترح الأمير عبد الله حاكم الأردن عام 1938 بإنشاء المملكة العربية المتحدة والتي تتكون من فلسطين وشرق الأردن، ويكون لليهود فيها حق إدارة المناطق اليهودية، التي يتم تحديدها بواسطة لجان مشتركة إنجليزية- عربية- يهودية، على أن يمثل اليهود في البرلمان والحكومة بنسبة تماثل عددهم.

 

الكتاب الأبيض 1939

واشتهر كذلك باسم كتاب ماكدونالد على اسم وزير المستعمرات البريطاني مالكوم مكدونالد. وصدر هذا الكتاب بعد أن اشتعلت الثورة في فلسطين مرة أخرى بشكل أكثر قوة وعنفاً، وتمكنت من احتلال الريف الفلسطيني، وكانت أبرز نقاط هذا الكتاب، الذي تعهدت بريطانيا بتنفيذه بغضِّ النظر عن قبول العرب واليهود أو رفضهم، عدم التزام بريطانيا بإقامة دولة لليهود في فلسطين، وإنها ستسعى لإقامة دولة فلسطينية للعرب واليهود سويًا.

 

اقتراحات نوري السعيد

اقتراحات نوري السعيد، رئيس وزراء العراق، عام 1942، والتي وردت ضمن خطة الهلال الخصيب، الداعية إلى إعادة سوريا التاريخية، والتي تشمل سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، على أن يكون لليهود فيها استقلال ذاتي، وتكون القدس مفتوحة لكل الأديان.

 

مشروع الكونت برنادوت

مشروع الكونت برنادوت عام 1948، الذي اقترح قيام اتحاد فيدرالي بين دولتين يهودية وعربية تشمل شرق الأردن، ويتم تخطيط الحدود بناء على مفاوضات بين الطرفين من خلال الوسيط الدولي، وتقوم السلطة الاتحادية بتنسيق المصالح الاقتصادية والخارجية ومسائل الدفاع، أما المسائل الداخلية فتخص كل دولة بمفردها.

 

قرار التقسيم 181 لسنة 1947

وحوَّل اليهود مركز نفوذهم إلى القوة العظمى الصاعدة الولايات المتحدة، التي أجبرت بريطانيا على إلغاء الكتاب الأبيض، وإحالة قضية فلسطين للأمم المتحدة، التي أصدرت قرارها رقم 181 في 29 نوفمبر 1947، بتقسيم فلسطين، بموافقة 33 دولة، ورفض 13، امتناع 10، من بينهم بريطانيا نفسها.

وحاولت الدول العربية إثارة بعض المشاكل القانونية لمنع القرار ومن بينها أنه صدر مخالفًا لأهم أهداف المنظمة وهو حق تقرير المصير، إضافة إلى افتقاره إلى أي سند قانوني، حيث لا تملك الجمعية حق التصرف في شؤون الأقاليم الموجودة تحت الانتداب، كما أن ميثاق الأمم المتحدة لا يتضمن تقسيم الأوطان على غير رغبة شعوبها.

 

 

مشاريع التسوية 1948 – 1967:

كان القاسم المشترك لمشاريع التسوية في هذه المرحلة هو التعامل مع قضية فلسطين بوصفها قضية لاجئين، أي الشق الإنساني من الموضوع وليس السياسي. ففي 11 ديسمبر 1948 وبناء على مشروع بريطاني وافقت الأمم المتحدة على إصدار القرار 194 القاضي بوجوب السماح بالعودة للاجئين الفلسطينيين الراغبين في العودة إلى بيوتهم في أقرب وقت ممكن، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى بيوتهم.

 

المشروع النرويجي نوفمبر 1952

دعا إلى توقف الأعمال العدوانية والدخول في مفاوضات مباشرة بين الأطراف المعنية.

 

مشروع جونسون الأمريكي 1953- 1955

واستهدف تصفية قضية اللاجئين وقضية فلسطين، عن طريق تعاون الدول العربية مع إسرائيل في استثمار مياه نهر الأردن بطريقة تكفل تطور المنطقة زراعياً، وتهيئة سبل الاستقرار فيها للاجئين، ولمزيد من المهاجرين اليهود.

 

مشروع دالاس أغسطس 1955

دعا إلى إنهاء مشكلة اللاجئين بعودتهم إلى وطنهم “إلى الحد الذي يكون ممكناً”، وبتوطين الباقي في المناطق العربية التي يقيمون فيها.

 

مشروع بورقيبة 1965

هو المشروع العربي الوحيد في تلك الفترة الذي يستحق الإشارة باعتباره اختراقاً للإجماع العربي حول “السلام” مع الكيان الصهيوني، فكان المشروع التونسي الذي قدمه الحبيب بورقيبة رئيس تونس في 21 إبريل 1965 وتضمن: أن تعيد إسرائيل إلى العرب ثلث المساحة التي احتلتها منذ إنشائها لتقوم عليها دولة عربية فلسطينية. وأن يعود اللاجئون إلى دولتهم الجديدة. وأن تتم المصالحة بين العرب وإسرائيل بحيث تنتهي حالة الحرب بينهما.

وفيما قوبلت اقتراحات بورقيبة برفض شعبي كبير، رحبت بها إسرائيل، لكنها رفضت التنازل عن أي جزء من الأرض، ورد عليها ليفي أشكول بمشروع تسوية في 1965 قائم على تثبيت الأوضاع القائمة مع تعديلات طائفة، ومفاوضات مباشرة مع العرب.

مشاريع التسوية 1967 – 1973:

أفرزت حرب يوليو 1967 حقائق جديدة على الأرض، فقد تبخرت ثقة الأنظمة العربية بقدرتها على تحرير فلسطين، كما تبخرت ثقة الجماهير العربية بهذه الأنظمة. وتحوَّل الشغل الشاغل للأنظمة العربية عن تحرير الأرض المحتلة عام 1948 إلى تحرير الأرض المحتلة سنة 1967، أو تحقيق أي تسوية سلمية تضمن “إزالة آثار العدوان”.

 

مشروع آلون:

بعد شهر واحد من حرب 1967 طرح وزير الخارجية الإسرائيلية إيجال آلون مشروعه الذي حظي بشهرة واسعة وتضمنت أفكاره: إقامة حكم ذاتي فلسطيني في الضفة الغربية في المناطق التي لن تضمها إسرائيل، وضم قطاع غزة لإسرائيل بسكانه الأصليين فقط، وتوطين لاجئي 48 المقيمين فيه في الضفة أو سيناء.

 

قرار مجلس الأمن 242 نوفمبر 1967

يعد قرار مجلس الأمن 242 من أهم المشاريع التي لا تزال تستند إليها كافة مشاريع التسوية إلى الآن. وقد قدَّمت بريطانيا هذا المشروع ووافق عليه مجلس الأمن الدولي بالإجماع. وينص على:

أولاً: يؤكد أن تحقيق مبادئ الميثاق يتطلب إقامة سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط ويستوجب تطبيق المبدأين التاليين:

أ. سحب القوات الإسرائيلية المسلحة من أراضٍ احتلت في النـزاع الأخير.

ب. إنهاء جميع ادعاءات الحرب أو حالاتها واحترام السيادة والوحدة لأراضي كل دولة في المنطقة والاعتراف بذلك، وكذلك استقلالها السياسي، وحقها في العيش بسلام ضمن حدود آمنة ومعترف بها.

ثانياً: يؤكد أيضاً الحاجة إلى:

أ. ضمان حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية في المنطقة.

ب. تحقيق تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين.

ج. ضمان المناعة الإقليمية والاستقلال السياسي لكل دولة في المنطقة، عن طريق إجراءاتٍ بينها إقامةُ مناطق مجردة من السلاح.

 

مشروع روجرز 25 يونيو 1970:

وليم روجرز هو وزير الخارجية الأمريكي، وقد طرح مشروعاً على الأردن ومصر والكيان الإسرائيلي يستند أساساً إلى تنفيذ قرار 242، وإقامة مباحثات للتوصل إلى اتفاق سلام “عادل ودائم” وافقت مصر والأردن على المشروع، ورفضته إسرائيل ثم قبلته بضغط أمريكي، إلا أنه تجمد بسبب أيلول الأسود ووفاة ناصر.

 

مشروع المملكة العربية المتحدة 1972:

أعلن الملك حسين مشروع “المملكة العربية المتحدة”. وهو مشروع جاء استثماراً من السلطات الأردنية لما بدا انتصاراً على م.ت.ف والفصائل الفلسطينية، وجزءاً من “المعركة” بينهما على تمثيل الفلسطينيين أو جزء منهم.

تلخص برنامج “المملكة العربية المتحدة” في أن تتكون هذه المملكة من قطرين فلسطين (الضفة الغربية وأي جزء يتم تحريره أو يرغب بالانضمام) والأردن، ويرتبط القطران بوحدة فدرالية تحت سلطة الملك. وهناك سلطة تنفيذية مركزية يتولاها الملك ومعه مجلس وزراء مركزي. وهناك سلطة تشريعية مركزية يتولاها الملك ومعه “مجلس الأمة”

 

مشروعات التسوية بعد 1973

بعد حرب أكتوبر دخلت قضية فلسطين الأمم المتحدة من الباب العريض بعد أن كانت أخرجت من الباب الخلفي، حيث دخلت مرحلة جديدة من أبرز صفاتها أن المجتمع الدولي عاد من جديد للبحث في جذور القضية الفلسطينية.

وفي عام 1975 اتخذت الجمعية العامة 3 قرارات هامة

  • قرار في 10 أكتوبر 1975

يتعلق بدعوة منظمة التحرير للاشتراك في جميع الجهود والمؤتمرات التي تعقد بشأن الشرق الأوسط تحت إشراف الأمم المتحدة وعلى قدم المساواة مع سائر الأطراف.

  • قرار في نوفمبر 1975

ينص على إنشاء لجنة معينة لتمكين شعب فلسطين من ممارسة حقوقه.

  • قرار 17 أكتوبر 1975

وهو الأهم حيث اعتبر الصهيونية شكل من أشكال العنصرية.

 

مشروع كارتر للسلام

في 18 مارس 1977 صدر عن الرئيس الأمريكي جيمي كارتر بيانًا تضمن أفكارًا لحل القضية الفلسطينية، أهمها ما يلي:

  • أن تعترف جارات إسرائيل بحقها في الوجود والعيش في سلام.
  • إقامة حدود دائمة لإسرائيل من خلال مفاوضات مع الدول العربية، على أساس حدود 67 مع بعض التغييرات.
  • يجب تأمين وطن للشعب الفلسطيني، يتخذ شكلًا مستقلًا، أو جزءً من الأردن، أو اتحاد كونفيدرالي يضم الأردن وسوريا.

 

مشروع بيجن للسلام

في خطاب ألقاه بيجن في الكنيست في ديسمبر 1977، اقترح تشكيل حكم إداري لمن أسماهم سكان يهوددا والسامرة وقطاع غزة على أساس عدة مبادئ:

  • إلغاء الحكم العسكري على يهودا والسامرة وقطاع غزة
  • يقوم حكم ذاتي في المنطقتين للسكان العرب المقيمين فيهما.
  • ينتخب السكان مجلسًا إداريًا من 11 عضو.

 

اتفاقيات كامب ديفيد

في 17 سبتمبر 1978 أعلنت الولايات المتحدة عن توصل مصر وإسرائيل إلى صيغة اتفاق بينهما، ينقسم إلى شقين، الأول يتعلق بمصر، والآخر يتعلق بالدول العربية، واقترحت الاتفاقيات حكمًا ذاتيًا للفلسطينيين في الضفة وغزة، إلا أن الجانب الفلسطيني من الاتفاقية سقط بعد رفض الفلسطينيون لها.

 

مشروع الأمير فهد

في أغسطس 1981، طرح الأمير فهد 8 مبادئ قال إنه يمكن الاسترشاد بها في الوصول لأي تسوية عادلة، من بينها:

  • انسحاب إسرائيل لحدود 4 يونيو 67.
  • إزالة المستعمرات التي أقيمت بعد 67.
  • ضمان حرية العبادة وحق الوصول إلى الأماكن المقدسة.
  • حق العودة.
  • خضوع الضفة وغزة لإشراف الأمم المتحدة كفترة انتقالية لعدة شهور.
  • قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس
  • تأكيد حق دول المنطقة في العيش بسلام.
  • تضمن الأمم المتحدة هذه المبادئ.

 

مشروع قمة فاس

في ختام أعمال مؤتمر القمة العربي الذي عقد في فاس سبتمبر 1982، تبنت مشروعًا هو ذاته مشروع الأمير فهد، مع إدخال بعض التعديلات مثل إرجاء فكرة حق دول المنطقة في العيش بسلام، والإشارة إلى أهمية منظمة التحرير للشعب الفلسطيني.

 

وسط هذا المناخ، اندلعت الانتفاضة الفلسطينية في ديسمبر 1987، وشهد عام 1988 إطلاق منظمة التحرير الفلسطينية مبادرة من أجل تسوية تاريخية طرحت بموجبها إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس على ما لا يتجاوز مساحته 22% من فلسطين التاريخية، وأعلنت التزامها بالقرارين 242 و338، اللذين يعترفان بحق إسرائيل في الوجود، ووفقًا لهذه المبادرة أعلنت المنظمة أنها تتبنى المفاوضات غير المباشرة على أنها السبيل الأمثل لتحقيق سلام عادل ودائم وشامل.

وكان هذا الموقف بمثابة اعتراف من المنظمة بدولة إسرائيل، وكان لهذا التحول في موقفها اثر على تعامل الولايات المتحدة معها، حيث خففت رفضها لها، وتخلت عن اعتبارها منظمة إرهابية، ثم اعتبرتها ممثلة للشعب الفلسطيني.

 

مشروعات التسوية من 1991 وحتى الآن

مؤتمر مدريد 1991

في أعقاب حرب الخليج الثانية، كانت واشنطن بحاجة إلى تخفيف التوتر القائم في الشرق الأوسط، خاصة مع تزايد التقدير العالمي للانتفاضة الفلسطينية، التي جعلت العالم ينظر للحقوق الفلسطينية، لذلك تقدم الرئيس بوش بمبادرة تقضي بعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط بمدريد، عُقد المؤتمر بالفعل في نوفمبر 1991، برعاية الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.

عُقد مؤتمر مدريد على أساس أن مبدأ الأرض مقابل السلام، وقرارات مجلس الأمن 242 و338، وشاركت في المؤتمر وفود من مصر وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين وإسرائيل، ورفض شامير مشاركة وفد فلسطيني مستقل، فتم تمثيل الفلسطينيين ضمن وفد أردني- فلسطيني مشترك، وضم شخصيات ليسوا من منظمة التحرير ولكنهم مثلوها، مثل حيدر عبد الشافي، وحنان عشراوي، وقرر المؤتمر بدء المفاوضات في مسارين، الأول ثنائي، والثاني جماعي.

 

اتفاقيات أوسلو 1993

وهي من نتائج مؤتمر مدريد، وهي مجموعة من الاتفاقيات تتعلق بالعمل بين الفلسطينيين وإسرائيل في مرحلة انتقالية يتم التفاوض خلالها بين الطرفين حول قضايا الوضع الدائم يعملان تدريجيًا على إنشاء علاقة تتسمم بالثقة فيما بينها وتسمح لهما بحل قضايا الوضع الدائم مثل القدس، اللاجئين، الحدود، المستوطنات، المياه والترتيبات الأمنية.

ونصت اتفاقيات أوسلو على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية على مراحل، لكن الإسرائيليون لم يلتزموا بمواعيد الانسحاب المتفق عليها، وكثفت الاستيطان، ما أدى لفشل هذه الاتفاقيات، التي جرى توقيعها على النحو التالي:

  • سبتمبر 1993

إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي وتبال رسائل الاعتراف بين منظمة التحرير والحكومة الإسرائيلية.

  • إبريل 1994

بروتوكول باريس المتعلق بالعلاقات الاقتصادية

  • مايو 1994

اتفاقية غزة- أريحا، وتبادل الرسائل بين المنظمة والحكومة الإسرائيلية.

  • سبتمبر 1995

الاتفاقية الانتقالية حول الضفة الغربية وقطاع غزة.

 

مذكرة «واي ريفر» أكتوبر 1998

تتعلق بإعادة انتشار القوات الإسرائيلية في المرحلة الثانية بالضفة الغربية، ووقعها نتنياهو، ووعدت إسرائيل فيها بالانسحاب من أكثر من 13% من الضفة، وبالإفراج عن مئات الأسرى، والعمل على إجراء انسحاب ثالث مقابل وقف العنف من الجانب الفلسطيني.

 

كامب ديفيد الثانية يوليو 2000

في يوليو 2000، ونظرًا للمشكلات التي نجمت عن عدم تطبيق اتفاقيات أوسلو، ووصول المفاوضات إلى طريق مسدود، دعا كلينتون كل من باراك وعرفات لعقد مفاوضات في منتجع كامب ديفيد، في محاولة لكسر الجمود والتوصل لاتفاق حل قضايا الوضع الدائم، وفشلت هذه المفاوضات بسبب رفض الفلسطينيون ما طرحته إسرائيل من ضم شرق القدس لها، ومنح شرعية للمستوطنات، وحرمان الدولة الفلسطينية المرتقبة من السيطرة على حدودها ومجالها الجوي وموارد المياه الخاصة.

 

قمة شرم الشيخ 2000

مع تردي الأوضاع باندلاع الانتفاضة الثانية والفشل في مباحثات كامب ديفيد الثانية، دعت واشنطن الطرفين لقمة في واشنطن في أكتوبر 2000، حضرها كلينتون ومبارك وعنان وسولانا، واتفقت على وقف الهجمات بين الطرفين، وعودة القوات الإسرائيلية إلى ما كانت عليه قبل الانتفاضة، والعودة للمفاوضات إلا أن القرارات لم يتم تنفيذها.

 

مبادرة السلام العربية 2002

في بادرة غير مسبوقة، تقدمت القمة العربية المنعقدة في بيروت 2002، مبادرة سلام عرضت فيها على إسرائيل تطبيع العلاقات مع العالم العربي إبرام اتفاقية سلام شاملة معها، بعد انسحاب إسرائيل الكامل حتى حدود 4 يونيو 67، وقبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي المحتلة في 4 يونيو، في الضفة وغزة وتكون عاصمتها شرق القدس.

 

خارطة الطريق 2003

 

أطلقتها اللجنة الرباعية في إبريل 2003، وقبلت بها منظمة التحرير بأكملها بيتنا ترددت إسرائيل في قبولها ولم تقر بها إلا بعد إبداء 14 تحفظًا كان من شأنها تغيير طابع الخريطة جذريًا، وكان هدف الخارطة الوصول لتسوية شاملة ونهائية بحلول عام 2005، والتفاوض حول دولة فلسطينية مستقلة ديمقراطية قادرة على البقاء تعيش جنبًا إلى جنب بسلام مع إسرائيل.

ومع مرور عام 2005 دون تقديم أي شيء من جانب إسرائيل، انهارت الخارطة وتحولت إلى ورقة ضغط على الفلسطينيين، وكان السبب الرئيسي في انهيارها هو إصرار إسرائيل على الحل الأمني وقمع الشعب الفلسطيني، بما في ذلك محاصرة عرفات.

 

إدارة أوباما

مع بداية حكم أوباما في 2009 خصص مبعوثًا للسلام في الشرق الأوسط، هو السيناتور جورج ميتشل، بهدف إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين استنادًا إلى نفس رؤية بوش القائمة على حل الدولتين، لكن الأمر لم ينتهي لشيء.

أحمد بلال

صحفي مصري متخصص في الشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، ورئيس تحرير موقع "إسرائيل الآن". عمل في عدة صحف مصرية وعربية، ويعمل حاليًا في صحيفة "المصري اليوم".

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق