إسرائيل من الداخلالحياة السياسية

قراءة في المشهد الاسرائيلي

بقلم/اسماعيل مسلماني

المشهد اصبح واضحا وليس جديدا تعاقب الحكومات المتتالية بنفس النهج والعقلية الاسرائيلية الاكثر وضوحا فوز حزب الليكود بالانتصار الساحق والكبير بحيث استطاع نتنياهو ضم اكبر اصوات من الوسط الى اقصى اليمين وجاءت نسبة التصويت متوقعه بين مايقارب 35% لحزب الليكود وقائمة (ازرق ابيض) 35%بمعنى ان اليمين شكل في الكنيست ما يقارب 70 عضو من اصل 120 بالكنيست وانتهى اليسار من الخارطة السياسية وفي كلا الحالتين فان نتنياهو هو القادر على تشكيل الحكومة القادمة تقريبا بنفس التركيبة السابقة وسينال ثقة ما يقارب 70 مقعدا وهم اسرائيل بيتنا وشاس ويهودت هالتوراة وكولانا يستطيع تشكيل الحكومة او الشكل الاخر اعلان تحالف (ازرق ابيض ) وستكون الحكومة اليمين الاكبر في اسرائيل بمعنى وحدة وطنية بمنظور اسرائيلي نحن امام مؤشرات واضحه حكومة نتنياهو والتطرف العلني بحيث حصول الأحزاب اليمينة على أعلى نسبة أصوات من المجتمع الإسرائيلي، ستشعر الحكومة القادمة برئاسة نتنياهو بنشوة الانتصار والتأكيد على شرعية سياساتها المتطرفة تجاه العرب والفلسطينيين فالناخب الاسرائيلي اعطى الشرعية بافراز اليمين على المشهد السياسي يحمل دلالات ان التركيبة الاجتماعيه والسياسية مركب من عقلية لا سلام ولا حل فالامن فوق كل شئ بل المزيد نحو التطرف والعنصرية وخصوصا القانون الاخير القانون القومي اليهودي على كامل فلسطين التاريخية ومزيد من التطبيع بالعلاقات العربية ذات طابع اقتصادي وامني وبالتالي ستسعى هذه الحكومة إلى سن قوانين عنصرية جديدة وستقدم على خطوات سياسية جديدة أكثر تطرفاً، ضد العرب في الداخل والفلسطينيين بالضفة وغزة، وقد تقوم بإجراءات متطرفة تجاه المسجد الأقصى وسيعمل على مشروع تغيير معالم القدس تحديدا جنوب المسجد الاقصى استجابة لجمعيات الاستيطانية وفرض التقسيم المكاني والزماني والمساجد بشكل عام في الداخل، وقد تقدم على ضم المستوطنات للسيادة الإسرائيلية، وقد تعمل على شن حرب على قطاع غزة او توجية ضربات محددة من اجل فرض واقع ومتابعة التفاهمات التي توصل إليها مؤخراً مع الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، بقطاع غزة بواسطة المخابرات المصرية والدولية بحيث حان موعد تقديم الثمن لاسترجاع الجنود فان نتنياهو هو الوحيد القادر على التوقيع على صفقة تبادل جديدة، مثل صفقة (شاليط) ولديه الدعم الحزبي الكافي بالكنيست لتمرير هذه الصفقة، لكن هذه المرة سيسعى نتنياهو لابتزاز حركة حماس والفصائل بغزة، للتوصل إلى صفقة تبادل مقابل تنازلات سياسية اهمها العامل الامني ليس فقط لغلاف غزة وانما الصواريخ التي وصلت الى ابعد من ذلك لها دلالات لفصل غزة نهائيا عن الضفة لتمرير المخطط أي ربط تطبيق وتنفيذ كافة التفاهمات بملف الجنود الأسرى، ولذلك قد نشهد تحريكاً للمياه الراكدة في ملف التهدئة وملف الجنود الأسرى في حال قام نتنياهو بتشكيل حكومة جديدةوتمرير صفقة العصر والتي بدات بنقل السفارة الامريكية الى القدس وشرعية الجولان واغلاق مكاتب الوكالة الغوث وحصار ومعاقبة السلطة الفلسطينية سياسيا وماليا وضرب بعرض الحائط فكرة حل الدولتين والقفز عن القرارات الدولية من خلال بقاء الضفة الغريبة تحت ادارة الصراع وفرض الامر الواقع على الشعب الفلسطيني بحيث سيضم مناطق بالضفة الغربية، حسب دعايته الانتخابية وفرض السيادة الإسرائيلية على التجمعات الاستيطانية الكبرى بالقدس والضفةو سيراهن نتنياهو على الدور الأمريكي على الصعيد السياسي تجاه السلطة الفلسطينية، مقابل الحفاظ على الوضع القائم من الناحية الأمنية بالضفة الغربية.

أنور صالح

باحث في مركز عروبة للدراسات والأبحاث والتدريب في قطاع غزة، ومتخصص في الشأن الإسرائيلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق