إسرائيل من الداخلالحياة السياسيةانتخابات الكنيست 2019

نتنياهو يستقوي بالولايات المتحدة في الانتخابات الإسرائيلية

هل حزب المعارضة لنتنياهو سيتسبب في اطاحته من السلطة ؟ وهل سوف تتدخل الولايات المتحدة الامريكية في انقاذه ؟ وما دور اللوبي الصهيوني في الازمة ؟

يترأس نتنياهو، حاليا، ائتلافا حكوميا بأغلبية بسيطة حيث يستحوذ على 61 مقعدا فقط من الكنيست المؤلف من 120 مقعدا.

وتتبلور أزمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السياسية في اتهامه بالفساد وتلقي رشوة وخيانة الأمانة، وتم  استدعائه من قبل المستشار القضائي للحكومة لجلسة استماع والتوصية بتقديمه للمحاكمة، ما دعي نتنياهو إلى إجراء انتخابات مبكرة وذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أن هناك 6 أسباب جعلت نتنياهو يتعجل بإجراء انتخابات مبكرة، بدلًا من موعدها الذي كان مقررا في نوفمبر المقبل وهي كالتالي:

1- استفتاء: ما يزال نتنياهو يحظى بشعبية كبيرة في البلاد، منذ عودته للسلطة قبل 9 سنوات. وترى “هآرتس” أن الانتخابات المقبلة يريدها رئيس الوزراء الحالي أن تكون بمثابة استفتاء حول أحقية استمراره في منصبه ومدى ثقة المواطنين فيه بالرغم من تهم الفساد التي تلاحقه مع زوجته سارة.

2- المعارضة: الانتخابات المبكرة ستمنع أو على الأقل ستصعب مهمة أحزاب المعارضة في الاتفاق على مرشح وحيد ضد نتنياهو وحزب الليكود.

3- المدعي العام: هذه الخطوة ستجعل المدعي العام مترددا حول ما يجب القيام به بشأن قضايا الفساد ضد نتانياهو. وتقول الصحيفة الإسرائيلية إنه في حال تدخل المدعي العام واتخذ أي قرار فإن الحزب اليميني الحاكم سيقلب الطاولة عليه ويتهمه بالتأثير على الانتخابات.

4- خطة ترامب: وعد البيت الأبيض بقيادة الرئيس دونالد ترامب بإطلاق “صفقة القرن” قريبا لحل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني. وسيستغل نتنياهو الانتخابات المبكرة ليطلب من الإدارة الأمريكية تأجيل إطلاق هذه الخطة إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة.

5- الاقتصاد: ينعم رئيس الوزراء، منذ عودته إلى السلطة، باقتصاد جيد، خصوصا فيما يتعلق بالنمو الاقتصادي ومعدل البطالة والحد الأدنى للأجور، وبالتالي فإن إجراء انتخابات مبكرة، سيجعل الأرقام الاقتصادية في صالح الحملة الانتخابية لنتانياهو.

6- تحديث بيئة العمل: وعد نتنياهو بمواصلة العمل الذي يقوم به، في حال فاز بالانتخابات المقبلة. ولذلك، فلا يستبعد بأن يقوم بتحديث شركائه، وخلق حكومة جديدة أكثر اعتدالا ووسطية.

المعارضة في إسرائيل

 

منذ تشكيل تحالف أزرق أبيض بقيادة بينى جانتس، الذى يضم الحزبين الوسطيين الأساسيين، كانت الاستطلاعات متغيرة. فالحزب الجديد قفز على الليكود الذى يتزعمه نتنياهو، وكانت كتلة يسار الوسط المعارضة على قدم المساواة تقريبا مع الائتلاف الحاكم.

وحاول الليكود أن يصف المنافسين الجدد بأنهم يساريون وضعيفون ومهزوزون. ورغم انه نجح فى هذا التكتيك فى عام 2015، إلا أنه قد لا يكون ناجحا هذه المرة. فمن بين قادة الحزب ثلاثة  رؤساء أركان سابقين فى الجيش الإسرائيلي.

في الحقيقة تشهد «إسرائيل أزمة قيادة، نظرا لأنه رغم أن ملفات فساد نتنياهو لم تغلق بعد، إلا أنه لا يوجد بديل مقنع لنتنياهو عند الرأي العام الإسرائيلي، وهذا ما تقوله استطلاعات الرأي التي تعطي نتنياهو الأولوية».

تدخل الولايات المتحدة في الانتخابات الإسرائيلية

 

لا ينكر دونالد ترامب دعمه لنتنياهو، وعندما سُئل عن رد فعله إزاء احتمال صدور لائحة اتهام وشيكة من نتنياهو، أوضح الرئيس الامريكى  أنه يساند حليفه. وقال الرئيس الأميركي: «لقد قام (نتنياهو) بعمل عظيم كرئيس للوزراء. إنه صارم وقوي وذكي».

 

ومع ذلك، فقد قالت القناة الإسرائيلية (13) إن قادة تحالف “أزرق أبيض” يتوقعون أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائه مع نتنياهو، عن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالضم الإسرائيلي لمرتفعات الجولان السورية. وأضافت إن قادة “أزرق أبيض” يعتقدون بأن هكذا اعتراف، سيمثل دفعة سياسية قوية لنتنياهو عشية الانتخابات الإسرائيلية.

 

ويتجنب اللوبي الصهيوني الأمريكي، الإيباك، الذي يعمل على تعزيز مكانة إسرائيل في الولايات المتحدة، إبداء معارضته غالبا تجاه سياسية الحكومة الإسرائيلية. ولكن  أثارت جهود نتنياهو لإدخال الحزب اليميني المتطرف “عوتسماه يهوديت” إلى الكنيست، انتقادات لاذعة وشجبا من جهة يهود الولايات المتحدة.

حيث  أعرب الإيباك بشكل استثنائي عن معارضته لجهود رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سعيا لإدخال أعضاء حزب اليمين المتطرف “عوتسماه يهوديت” إلى الكنيست. و رغم أن الإيباك لم يستخدم في بيانه أسلوبا لاذعا، ولم يذكر اسم رئيس الحكومة، إلا أن الرسالة كانت واضحة.

تبنى الإيباك بيان الشجب الذي نشرته اللجنة اليهودية الأمريكية AJC، الذي جاء فيه: “لا يعلق الكونغرس اليهودي الأمريكي غالبا على شؤون تتعلق بالأحزاب والمرشحين الإسرائيليين في فترة الانتخابات، ولكن عند إعلان حزب “عوتسماه يهوديت” عن ترشحه للانتخابات، شعرنا أنه علينا أن نقول ما لدينا: إن وجهة نظر حزب “عوتسماه يهوديت” جديرة بالشجب”.

ونقلت صحيفة “الجروزاليم بوست” الإسرائيلية، عن متحدثة بلسان جانتس قوله إنه اذا كسب الانتخابات، فسيعمل على إعادة بناء العلاقة مع يهود الولايات المتحدة الأمريكية، لتتمتع إسرائيل مجددا بدعم أصدقائها من كل الأطياف في الولايات المتحدة الأمريكية.

إنجازات نتنياهو الخارجية

 

لم يفت نتنياهو، الذي عاد مبكرا من اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو قبيل إعلان النائب العام الإسرائيلي لائحة الاتهامات، الفرصة في التأكيد على إنجازاته التي لا ينكرها أحد على المستوى الدولي.

وفي الآونة الأخيرة، انتشرت لافتات إعلانية ضخمة في تل أبيب والقدس بها صورة رئيس الوزراء مبتهجا أثناء مصافحة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ومكتوب عليها: “نتنياهو: مستوى مختلف”.

ويستهدف رئيس الحكومة الإسرائيلية من تلك الحملات إظهار كيف ساعدت علاقته الوثيقة مع البيت الأبيض في التعامل بصرامة مع إيران والفلسطينيين، بالإضافة إلى الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل.

الوسوم

حسين موسى

باحث ومستشار سياسي لعدد من مراكز الأبحاث، مثل المركز الديمقراطي العربي في ألمانيا، وعضو لجنة الأمن القومي بمركز شرفات لبحوث العولمة في الأردن، وكاتب بالعديد من الصحف والمواقع العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق