الجيش والأمن

الملاجئ والغرف المحصنة في إسرائيل: هنا يقضي الإسرائيليون ليلتهم

في أعقاب إطلاق صاروخين، على الأقل، من قطاع غزة تجاه تل أبيب، وسماع دوي انفجارات وصافرات إنذار، أصدرت الجبهة الداخلية الإسرائيلية تعليمات للمواطنين الإسرائيليين، بالإسراع في اللجوء إلى الغرف المحصنة والملاجئ.

لمتابعة آخر تطورات قصف تل أبيب.. تقرير محدث

 

وقررت إسرائيل إقامة غرفة محصنة في كل شقة يتم بناؤها، إلى جانب الملاجئ العامة الموجودة في المدن والبلدات الإسرائيلية، حين كشفت الصواريخ التي أطلقها الجيش العراقي على إسرائيل أثناء حرب الخليج الأولى عام 1991، والتي تجاوزت 30 صاروخاً، نقص عدد الملاجئ العامة في إسرائيل، بالإضافة إلى قضاء الإسرائيليين وقتاً طويلاً في الوصول إليها لبعد المسافة.

الملاجئ والغرف المحصنة في إسرائيل

 

وتضع قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية شروطاً ومواصفات عالية لبناء هذه الغرف، من حيث نوعية الأسمنت والتسليح ونوعية النوافذ والأبواب، التي تضمن حتى عدم اختراق الغازات السامة للغرفة في حال تعرض إسرائيل لهجوم كيماوي، وتخضع لفحص من مهندس مختص في الجيش الإسرائيلي، حيث لا يمكن لصاحب الشقة أن يتسلمها إلا بعد أن يقر مهندس الجيش الإسرائيلي بمطابقة الغرفة المحصنة للمواصفات المحددة لها.

وتعتمد قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ضمن تدريباتها للإسرائيليين على اختيار أكثر الغرف أماناً في الشقق السكنية التي لا يوجد بها غرف محصنة، والبعيدة عن الملاجئ، على لعبة تضعها على موقعها الإلكتروني، بطلها شخصيتان كارتونيتان يدعيان «توم» و«مومبي».

تدريبات الجبهة الداخلية الإسرائيلية

 

تتكون اللعبة من ثلاث مراحل، الأولى هي اختيار الغرفة الأكثر أمناً عبر النقر عليها، حيث تظهر اللعبة منظرا رأسيا لشقة بها ثلاث غرف، ويكون على الطفل الإسرائيلي اختيار الغرفة الأكثر أمناً، وللانتقال للمرحلة الثانية يجب اختيار الغرفة الموجود بها أقل عدد من الجدران الخارجية، وأقل عدد من النوافذ، والغرفة المناسبة في اللعبة، بها حائط واحد خارجي، واثنان داخليان، والرابع ملاصق لشقة أخرى، بالإضافة إلى أن بها شباكًا واحدًا.

وتتضمن المرحلة الثانية للعبة، اختيار أدوات الطوارئ التي يجب أن يأخذها الإسرائيلي معه إلى الغرفة، ويتوجب على اللاعب اختيار 6 أدوات من بين أشياء كثيرة موجودة مثل فاكس وسيارة لعبة وحوض سمك وغير ذلك، وللانتقال للمرحلة الثالثة للعبة يجب اختيار المياه، وتوصية الجبهة الداخلية الإسرائيلية في هذا الشأن أن تتضمن الغرفة 4 لترات من المياه لكل شخص، وتوفير المياه الكافية لثلاثة أيام، والشيء الآخر هو الطعام، حيث يوصى بتوفير طعام جاهز للأكل في عبوات مقفلة.

ويأتي الكشاف كثالث خيارات اللعبة، لتجنب انقطاع الكهرباء، والرابع هو البطاريات لتشغيل الأجهزة الكهربائية في حال انقطاع الكهرباء، والخامس، الراديو للاستماع لتوجيهات قيادة الجبهة الداخلية من خلاله، والسادس هو شنطة الإسعافات الأولية، والتي يجب أن تضم عدة أشياء من بينها شاش معقم، ضمادات لوقف النزيف، مواد تعقيم للجروح، مقص ولاصقات، وتنصح قيادة الجبهة الداخلية بأن يتوافر في الغرفة ألعاب وكتب لقضاء لتسلية الإسرائيليين أثناء وجودهم في الغرفة.

المرحلة الثالثة من اللعبة، تتضمن الوقت الذي حددته قيادة الجبهة الداخلية للدخول للغرفة الآمنة، حيث قسمت القيادة إسرائيل إلى مناطق، يختلف فيها الوقت المتاح للدخول إلى الغرفة، بعد سماع صفارات الإنذار.

وقت الوصول للملاجئ في إسرائيل

 

المناطق القريبة من قطاع غزة، جنوب إسرائيل، تباين فيها وقت الدخول إلى الغرف الآمنة، حيث يصل الوقت المتاح للدخول إلى الغرفة في سديروت إلى 15 ثانية فقط، في حين يصل إلى 30 ثانية في أشكلون، و45 في أسدود، و60 ثانية في بئر سبع.

منطقتا ديمونا (النقب) وإيلات، والمقابلتان للحدود المصرية، تم تقسيم كل منطقة على حده، ويصل الوقت المتاح للدخول إلى الغرف فيها إلى 3 دقائق، وهي نفس المدة المتاحة أيضاً في منطقة القدس.

ويصل الوقت المتاح لدخول الغرف الآمنة في مناطق وسط إسرائيل، تل أبيب، ناتانيا، ريشون لتسيون وهرتزيليا إلى دقيقتين، بينما يصل إلى المناطق الشمالية مثل طبريا، شفا عمرو، بيت شان، الناصرة، يكنعام، زخرون يعقوب، والخضيرة إلى 60 ثانية.

وكلما تم الاقتراب أكثر من الحدود الشمالية قل الوقت المتاح، حيث يبلغ 30 ثانية فقط في صفد وكرميئيل، بينما الأمر لسكان الجولان، كريات شمونة، حرفيش ومعالوت (على الحدود مع سوريا ولبنان)، هو «الدخول الفوري للاحتماء فور سماع صفارات الإنذار».

الوسوم

أحمد بلال

صحفي مصري متخصص في الشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، ورئيس تحرير موقع "إسرائيل الآن". عمل في عدة صحف مصرية وعربية، ويعمل حاليًا في صحيفة "المصري اليوم".

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق