إسرائيل من الداخلالحياة السياسية

الحياة الحزبية في إسرائيل : تعرف على أهم الأحزاب الإسرائيلية واتجاهاتها

الحياة الحزبية في إسرائيل | إسرائيل الآن | أحمد بلال |

يختلف النظام الحزبي في إسرائيل عن غيره في معظم دول العالم، إن لم يكن كلها، حيث منح العامل البشري النظام السياسي الإسرائيلي كله خصوصية، انعكست على كل شيء داخل الدولة، من بينها الحياة الحزبية في إسرائيل، وأهم ما يميز هذه الحياة، هو التعددية المبالغ فيها، إضافة إلى أن ثمة أحزاب تم إنشائها قبل قيام إسرائيل نفسها، أو تمثل امتداد لأحزاب قامت قبل الدولة.

تصل التعددية في النظام الحزبي الإسرائيلي إلى مرحلة التشظي السياسي، حيث تمتاز الحياة الحزبية في إسرائيل بظهور أحزاب واختفاء أخرى، هذا إلى جانب العدد الكبير للأحزاب الإسرائيلية، فانتخابات الكنيست الـ 19 على سبيل المثال، شارك فيها 34 حزبًا.

وتكتسب الأحزاب في إسرائيل أهمية كبيرة، لكون إسرائيل دولة برلمانية، وأيضًا لعدم قدرة حزب من الأحزاب على الحصول على الأغلبية التي تمكنه من تشكيل الحكومة منفردًا، وهو ما يُكسب حتى الأحزاب الصغيرة أهمية، مهما كان تمثيلها في الكنيست، لكونها قادرة على المساهمة في إقامة ائتلاف حكومي أو هدمه، ما يجعل متابعة الحياة الحزبية في إسرائيل أمرًا مثيرًا ويتطلب معرفة بأكبر الأحزاب وأصغرها.

 الحياة الحزبية في إسرائيل

اتجاهات الحياة الحزبية في إسرائيل

 الحياة الحزبية في إسرائيل

أيضًا، مسؤولية عضو الكنيست أمام الدولة بأكملها تمنح الأحزاب في إسرائيل قوة أكبر، أيضًا تشكيل الحكومة على أساس حزبي يمنح الأحزاب قوة أكبر. كما يمنح نظام الانتخابات الإسرائيلي، والذي يجعل من إسرائيل كلها دائرة واحدة قوة أكبر للأحزاب و الحياة الحزبية في إسرائيل، حيث يمنح هذا النظام للأحزاب الصغيرة فرصة أكبر للتمثيل في الكنيست.

ويمكن تصنيف الأحزاب الإسرائيلية إلى عدة تصنيفات، فإلى جانب تصنيف اليمين واليسار والوسط، وهو التصنيف الذي يمتد إلى تصنيفات فرعية مثل يسار الوسط ويمين الوسط، يوجد أيضًا التصنيف الديني- العلماني، إضافة إلى الأحزاب التي تعبر عن الانتماء القومي، مثل أحزاب فلسطينيو 48، وحزب «يسرائيل بيتينو»، الذي يمثل الإسرائيليين المهاجرين من دول الاتحاد السوفيتي السابق، حتى الأحزاب الدينية، وهي أحزاب محسوبة على اليمين، فمنها من يمثل المتدينين الأشكنازيم مثل حزب «المفدال»، أو المتدينين السفارديم مثل حزب «شاس».

 الحياة الحزبية في إسرائيل

حزب الليكود

 الحياة الحزبية في إسرائيل

جاء تأسيس حزب الليكود كأحد تداعيات حرب أكتوبر، والتي أدت إلى تصدع حزب العمل الحاكم، ورغم أن المبادرة كانت من أرئيل شارون، إلا أن مناحم بيجن هو من تزعم الحزب في بدايته عام 1973، حيث قام بتوحيد مجموعة من الأحزاب اليمينية في إسرائيل، تحت قيادته، وشكل حزب الليكود أول وزارة له عام 1977، وهي الوزارة التي ترأسها بيجن، وتولى شارون فيها منصب وزير الزراعة.

يؤمن حزب الليكود الذي يعد واحد من ركائز الحياة الحزبية في إسرائيل باستمرار احتلال الأراضي العربية، والتركيز على مشروعات الاستيطان، وبـأن «حق شعب إسرائيل في أرض إسرائيل أبدي ولا يجوز المساومة عليه»، كما يؤمن بأن إسرائيل دولة «الشعب اليهودي».

ويعد أرئيل شارون من أشهر الشخصيات التاريخية في الليكود، الذي تولى رئاسته وتولى رئاسة الحكومة الإسرائيلية، إلا أن رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، استطاع من خلال تشكيله معارضة ليكودية داخل الحزب لشارون، على خلفية انسحاب الأخير أحادي الجانب من قطاع غزة، إلى دفعه للاستقالة من الليكود، وتشكيله حزب جديد، عُرف باسم «كاديما».

ويترأس الحزب حاليًا الائتلاف الحكومي، تحت قيادة بنيامين نتنياهو. وعقد الحزب تحالفًا مع حزب «يسرائيل بيتينو» اليميني القومي المتطرف، برئاسة أفيجدور ليبرمان، خاض به انتخابات الكنيست الماضي، تحت اسم «الليكود- بيتنا».

 الحياة الحزبية في إسرائيل

حزب كاديما

 الحياة الحزبية في إسرائيل

تأسس حزب كاديما عام 2005، بمبادرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أرئيل شارون، بعد انشقاقه عن حزب الليكود، الذي كان يترأسه، في أعقاب انتقادات له بسبب قراره الانسحاب من قطاع غزة بشكل أحادي الجانب، ومنذ تأسيسه يعد كاديما واحد من أهم ركائز الحياة الحزبية في إسرائيل

يؤمن «كاديما» بـ«حق الشعب الإسرائيلي التاريخي» في كامل أرض فلسطين التاريخية، إلا أنه يرى أن التنازل عن جزء من هذه الأرض، لا يعني التنازل عن الأيديولوجيا الصهيونية، وإنما تطبيق لها، وذلك لضمان وجود دولة يهودية وديمقراطية في إسرائيل، وتتوافق هذه النقطة تحديدًا مع موقف مؤسس الحزب، أرئيل شارون، الذي ترك رئاسة «الليكود» بعد انسحابه أحادي الجانب، من قطاع غزة، عندما كان رئيس للوزراء، بسبب الانتقادات التي تم توجيهها إليه، والتي قادها بنيامين نتنياهو.

كما يؤمن «كاديما» بترسيم حدود نهائية وثابتة لإسرائيل عن طريق «تسوية سلمية»، وتقوم على ضم كل الأماكن اليهودية المقدسة، والمستوطنات الكبيرة، والمناطق الهامة للأمن الإسرائيلي، ويعارض أي عودة للاجئين الفلسطينيين، ويشترط أن تكون الدولة الفلسطينية، منزوعة السلاح و«نقية من الإرهاب».

ويُصنف «كاديما»، على أنه من الأحزاب العلمانية، وأحزاب الوسط، خاصة أن تركيبته نفسها ليست من نفس الأيديولوجية، حيث ضم شخصيات من أحزاب مختلفة في بداية تأسيسه، من بينها «الليكود» اليميني، و«العمل» اليساري. الحياة الحزبية في إسرائيل

حزب العمل

 الحياة الحزبية في إسرائيل

تأسس حزب العمل عام 1968، من وحدة 3 أحزاب من بينها «الماباي»، إلا إنه يعد الامتداد السياسي لحزب «الماباي»، وهو الحزب الذي لعب دورًا كبيرًا في إقامة إسرائيل، وجاء في بيان تأسيس الحزب إنه يسعى إلى تجميع «الشعب اليهودي» في بلاده، وإقامة مجتمع عمالي عادل في دولة إسرائيل، وسيعمل من أجل تعميق الديمقراطية ورفاهية الشعب، بحسب البيان.

اتخذ حزب العمل لنفسه طريقًا صهيونيًا اشتراكيًا، رغم طغيان صهيونيته على اشتراكيته، إلا أن المد اليميني الموجود حاليًا في الشارع الإسرائيلي، دفع رئيسة الحزب شيلي يحيموفيتش، إلى اعتبار الاشتراكية تهمة ونفيها عن حزبها.

حزب العمل الذي يعد من أهم ركائز الحياة الحزبية في إسرائيل حكم الكيان الصهيوني حتى عام 1977، عندما انتقل للمرة الأولى إلى صفوف المعارضة، بعد خسارته أمام حزب الليكود. وتعرض الحزب لانشقاق خلال دورة الكنيست الـ 18، بعد انشقاق وزير الدفاع، إيهود باراك، عنه مع أربعة آخرين من نواب الحزب بالكنيست، وتشكيلهم لكتلة جديدة، تعرف باسم «الاستقلال».

 الحياة الحزبية في إسرائيل

حزب شاس

 الحياة الحزبية في إسرائيل

حزب ديني متشدد، يمثل شريحة ومصالح اليهود المتدينين الشرقيين (السفارديم)، في إسرائيل، تأسس عام 1984، بعد شعور اليهود الشرقيين بالتمييز ضدهم حتى في الأحزاب الدينية. وقاد خطوة التأسيس، الحاخام عوفاديا يوسف، وهو حاخام من أصول شرقية، وشغل موقع الحاخام الأكبر ليهود العراق، ثم الحاخام الأكبر ليهود مصر بعد هجرته إليها، قبيل هجرته إلى إسرائيل.

لعب الحاخام عوفاديا يوسف، الأب الروحي لـ«شاس»، الدور الأكبر في تأسيس الحزب حتى الآن، حتى أن قراراته وآرائه هي التي حكمت القضايا التنظيمية الداخلية في الحزب حتى رحيله، مثل التوافق بين أرييه درعي العائد مجددًا لصفوف «شاس»، بعد قضائه عقوبة لاتهامه بالفساد، والوزير إيلي يشاي، الذي شغل منصب رئيس الحزب.

ويؤمن الحزب بضرورة دفع الدول العربية لتعويضات لليهود الذين خرجوا من بلادهم العربية وهاجروا إلى إسرائيل أو غيرها، ويشترط أن يتم دفع هذه التعويضات قبل الدخول مع الدول العربية في أي مفاوضات، كما ينادي حزب شاس بالعودة للتوراة، والحفاظ على تراث حاخامات السفارديم، وبعض المطالب المتعلقة كلها بصبغ إسرائيل بصبغة دينية يهودية.

استطاع حزب شاس الذي يعد هو الآخر من ركائز الحياة الحزبية في إسرائيل أن يتغلغل في أوساط الشرائح الفقيرة في إسرائيل من خلال تقديمه لخدمات اجتماعية وصحية وتربوية، سواء من خلال الوزارات الاجتماعية والخدمية التي يشترط الحزب توليها للمشاركة في أي ائتلاف حكومي، أو من خلال العديد من المؤسسات والجمعيات التي تقدم خدمات اجتماعية في كافة المناطق الإسرائيلية، ما يجعلها تكتسب نفوذًا بين الشرائح الاجتماعية الفقيرة على أرضية خدماتية أكثر منها سياسية. الحياة الحزبية في إسرائيل

حزب إسرائيل بيتنا

 الحياة الحزبية في إسرائيل

تأسس حزب إسرائيل بيتنا عام 1999، على يد المهاجر الروسي اليميني المتطرف، أفيجدور ليبرمان، ويمثل هذا الحزب مصالح اليهود المهاجرون من دول الاتحاد السوفيتي السابق، والذين يمثلون 20% من نسبة سكان إسرائيل.

يؤمن الحزب بأن الأولوية لأمن المواطن الإسرائيلي، وباستخدام العنف ضد الفلسطينيين، وينتهج سياسات متطرفة تجاه الدول عدد من الدول، يعبر عنها شعار زعيمه الشهير «من أسوان إلى إيران»، كما يؤمن الحزب بـ«يهودية الدولة» الإسرائيلية، وتطالب العالم بالاعتراف بإسرائيل «دولة يهودية»، كي يتمكن من تهجير فلسطينيي 48 من أراضيهم، كما يؤمن بمبدأ «تبادل الأراضي والسكان».

وفاز الحزب في انتخابات الكنيست الـ 18 بـ 15 مقعد، وتولى «ليبرمان» بشكل غير متوقع وزارة الخارجية، وهو ما أدى إلى جمود العلاقة الدبلوماسية مع مصر، لأن الوزير الذي هدد بضرب السد العالي أصبح ممثلًا للدبلوماسية الإسرائيلية.

 الحياة الحزبية في إسرائيل

التجمع الوطني الديمقراطي

 الحياة الحزبية في إسرائيل

أسسه الدكتور عزمي بشارة عام 1995، ليكون أحد الأحزاب العربية الممثلة لعرب 48، ويتخذ الحزب خطًا قوميًا، يؤكد التجمع على ضرورة الحفاظ على الهوية القومية للمجتمع العربي داخل إسرائيل، ويدعو التجمع أن تكون إسرائيل دولة لكل مواطنيها، والاعتراف بالغبن التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني، والاعتراف بالفلسطينيين في إسرائيل كأقلية قومية لها حقوق جماعية ومساواة مدنية كاملة.

يؤمن التجمع بأن الكنيست منصة هامة للنضال من أجل فلسطينيي 48، ويعتمد في ذلك على إحراج المؤسسة الإسرائيلية، التي ترى فيهم أعداء حتى لو منحتهم هويات إسرائيلية.

الوسوم

أحمد بلال

صحفي مصري متخصص في الشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، ورئيس تحرير موقع "إسرائيل الآن". عمل في عدة صحف مصرية وعربية، ويعمل حاليًا في صحيفة "المصري اليوم".

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق