عرب وصهاينة

التطبيع الثقافي مع إسرائيل.. سنوات الاختراق والعار والمقاومة (1)

شاركت فيه جيهان السادات وسوزان مبارك.. وتفرضه إسرائيل بـ"لي الذراع"

تظل الثقافة هي مُبتغى العدو الإسرائيلي الأول. أن يخترق العدو العقل العربي وأن يمرر له الأفكار الخبيثة عن طريق الكتاب والأغنية والصورة والتمثال هو هدف أكثر جدوى عند العدو من الحرب بمفهومها التقليدي، فالاختراق الثقافي يجعل من الفرد العربي إنسان آلي يتحرك بإشارة من تل أبيب.

لاحت في الأفق مخططات العدو في التواجد في العقل الثقافي العربي بعد بدايات التطبيع الثقافي غير المُعلن منذ نزول أول مستوطن صهيوني إلى أراضي فلسطين العربية، وللتطبيع الثقافي تاريخ طويل من محاولات الاختراق الإسرائيلي للعقل العربي.

التطبيع الثقافي : البداية الرسمية

 

في نهايات السبعيات وبالتحديد عام 1978، أي بعد الانتهاء من توقيع اتفاقية كامب ديفيد مباشرًة، زُرعت أول بذور التواجد الصهيوني الثقافي في العقل العربي حيث جاء في ديباجة المؤتمر الأول للاتفاقية بعض السطور التي تقول: “إن السلام يتعزز بعلاقة السلام والتعاون بين الدول التي تتمتع بعلاقات طبيعية”

وفي معاهدة السلام عام 1979 ذُكرت مادة أساسية تقول: “يتفق الطرفان على أن العلاقات الطبيعية التي ستقوم بينهما ستتضمن الاعتراف الكامل والعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية”

وفي الملحق رقم 3 من المعاهدة يقول نص البند الرابع: “ويعمل الطرفان على تشجيع التفاهم المتبادل والتسامح ويمتنع كل طرف عن الدعاية المعادية للطرف الآخر”

وفي الاتفاقية الثقافية التي أُبرمت في تاريخ 8-5-1980يقول نص البند الثاني: “يسعى الطرفان إلى فهم أفضل لحضارة وثقافة كل طرف من خلال تبادل المطبوعات الثقافية والتعليمية والعلمية وتبادل المنتجات التكتيكية والأثرية وتبادل الأعمال الفنية وتشجيع إقامة المعارض العلمية والتكنولوجية ومعارض الفنون البصرية”.

معاهدة كامب ديفيد و التطبيع الثقافي
معاهدة كامب ديفيد و التطبيع الثقافي

أولى وقائع التطبيع الثقافي

 

عمل العدو الصهيوني في مسألة التطبيع الثقافي على عدة محاور كان من أهمها تذويب البُغض والُكره والتضاد الحضاري بين الشعوب وبينه، وجاء هذا في الحادثة الأولى للتطبيع الثقافي وكانت بإقامة ندوتان بعنوان “النساء المقدسيات”.

شاركت في الندوتين سيدات مصريات أبرزهن الفنانة التشكيلية آمال شكري في الدورة الأولى للندوة في إحدى المدن الإسرائيلية في بداية شهر فبراير لعام 1983، أما الدورة الثانية للندوة أُقيمت في القاهرة بنفس الشهر وحضرها 7 سيدات إسرائيليات غير معروف هويتهن بالتحديد.

وكان مجموع الندوات التي عقدتها منظمة “النساء المقدسيات” سبعة ندوات بالتحديد منهما اثنتان أٌقيمتا في القاهرة حضرت أولهما السيدة جيهان السادات في فندق هاوس عام 1981، والثانية في فندق الماريوت بعام 1983 وحضرتها السيدة سوزان مبارك.

وافتتحت الندوة السابعة والأخيرة  للمنظمة الدكتورة آمال عثمان وزيرة الشئون الاجتماعية وقتها وشارك في الندوة خمسون من السيدات المصريات أبرزهن الدكتورة فرخندة حسن عضو مجلس الشورى، وفي حوار لجريدة الوطن بتاريخ 10-6-2018 صرحت فرخندة حسن بأنها ندمت بالطبع على سفرها إلى إسرائيل ولو عاد بها الزمن لن تفعل ذلك.

فرخندة حسن في حوار مع صحيفة الوطن تطرق إلى قضية التطبيع الثقافي
فرخندة حسن في حوار مع صحيفة الوطن تطرق إلى قضية التطبيع الثقافي

ومن ضمن كل الأسماء فقد لحق اسم الفنانة التشكيلية آمال شكري بالعديد من الفعاليات الاسرائيلية- العربية المشتركة. وقالت “شكري” في حوار خاص مع جيروزاليم بوست الاسرائيلية بتاريخ 5-8-1983 إنها أجرت خلال زيارتها لإسرائيل لقاءات مع الفنانين والمثقفين الإسرائيليين، وأنها تأمل في ترتيب لقاءات –بشكل غير رسمي- بين الفنانين المصريين والإسرائيليين”.

وبعد صولات وجولات خاضتها آمال شكري بينها وبين اسرائيل، فقد أنتهي الأمر بآمال شكري بإعلان ندمها التاريخي على التعاون مع إسرائيل والذي كان –على حد قولها- تغلغل صهيوني داخل الثقافة العربية والمصرية منها بالأخص، وقد ذُكر هذا في عدد من جريدة الشعب عام 1985.

 

تطبيع السندباد المصري

 

لعل أغرب حالة من حالات التطبيع كانت من نصيب الدكتور حسين فوزي، و”فوزي” هو بحار وأديب ومفكر مصري كبير، وهو أول من تولّى منصب عميد بكلية الأسكندرية عام 1942، ثم أصبح مدير الجامعة بعد ثلاث سنوات.

في بدايته نُشر له العديد من القصص بلغ عددها 25 قصة في مجلات السفور، ثم تفرغ بشكل كامل للعمل في بلاط الأدب والثقافة حيث أنه وصل لأن يكون أول وكيل لوزارة معنية بالشأن الثقافي فوضع الأُسس لتكوين آليات العمل بوزارة الثقافة.

جاءت المفارقة بأنه لم يكن من الذين صُب عليهم الهجوم الضاري من الجماعة الوطنية الأدبية التي تعتبر –ككل الشعب المصري- التطبيع عبارة عن خيانة ليس بها التباس أو تأويل، وعلى الرغم من سفره إلى إسرائيل ثلاث مرات إلا إنه لم يكن أكبر من وُجهت إليهم الاتهامات مثل الكاتب أنيس منصور مثلًا.

وفسر الناقد فاروق عبد القادر هذه الحالة قائلًا: “حسين فوزي رجل معجون بتراب مصر وتطبيعه مع إسرائيل لم يكن بغرض تمرير الاستسلام للشعب المصري ككثير ممن طبّعوا مع إسرائيل، وإنما لإيمانه الفكري بأن النموذج الغربي هو النموذج الذي يجب على الشعب المصري احتذاؤه إن أردنا أن يكون لنا مكان تحت الشمس، لذلك احتفظ بحب أبناء شعبه المصري”.

الأمر الذي لم تكترث إليه الجماعة الأدبية الوطنية، وعلى الرغم من الهجوم الناعم على البحار حسين فوزي إلا إن كل المدونات الرافضة للتطبيع والتي رصدت حالات التطبيع الثقافي بالأخص اعتبرت ما فعله فوزي “عار سوف يستمر في ملاحقته”

كان هذا بالأخص عندما وثق البروفيسور الإسرائيلي ساسون سوميخ علاقة فوزي بإسرائيل قائلًا: “ولعل أشهر كتب الدكتور فوزي هو سندباد مصري، إنه عرض بأسلوب شخصي لتاريخ الأمة المصرية خلال 7000 سنة من التجارب والمحن، فهذا الكتاب هو-إلى حد ما- صدى متأخر للاتجاه الفرعوني، الذي شاع بين المفكرين المصريين هيكل والحكيم وغيرهما في العقود الأولى في هذا القرن، ولكنه تراجع تدريجيًا أمام التيار العربي”.

ويضيف البروفيسور الإسرائيلي: “يؤكد هذا الاتجاه أنه لا يحق لمصر تجاهل حضارتها فيما قبل الإسلام، إن تاريخ مصر القديمة، كما يرى فوزي يجب أن يشكل مقومًا مركزيًا في التربية الوطنية وفي الكيان الوطني في الحاضر والمستقبل على حد سواء”. من الجدير بالذكر هنا أن “سندباد مصري” كتب ونشر في السنوات ذاتها التي غيرت فيها مصر اسمها ليغدو “الجمهورية العربية المتحدة”.

ويسرد “سوميخ” بعض المواقف التي نالت استحسان الإسرائيليين من حسن فوزي قائلًا: “أصدقاؤه الكثيرون في مصر وفي العالم أجمع سوف يفتقدون بأسف هذا الرجل الدمث والإنساني المناضل. ويذكر كثيرون من أصدقائه في إسرائيل باعتزاز مواقفه الإنسانية المُعتدلة ودعمه دون تردد لمسيرة السلام”.

ساسون سوميخ عن تطبيع السندباد المصري

 

ويتابع سوميخ: “حوالي سنة 1944 رافق فوزي صديقه طه حسين في زيارة إلى القدس، حيث حلا ضيفين على الجامعة العبرية، وبين عامي 1979 و 1984 قام الدكتور فوزي بثلاث زيارات إلى إسرائيل، وقد منحته تل أبيب سنة 1980 دكتوراه فخرية اعترافًا بدوره في الحياة الثقافية والأكاديمية لمصر الحديثة، كما جرى التنويه في تلك المناسبة بالتزامه بقضية السلام أيضًا”.

يواصل البروفيسور الإسرائيلي: “شخصيًا أشعر بالاعتزاز الشديد لتعرفي على الدكتور فوزي عن كثب خلال فترة تزيد عن عشر سنوات، فقد التقيت به خلال زيارة قام بها إلى جامعة برينستون سنة 1975 حينما كنت هناك في سنة تفرغ والواقع أني كنت عرفت اسمه وكتاباته وأنا بعد فتى في مدينة بغداد حيث ولدت، فقد طالعت هناك بحماس شديد كتابه الرائع حديث السندباد القديم، ولكنني لم أحلم يومًا بلقائه وجهًا لوجه”.

د. حسين فوزي من رواد التطبيع الثقافي مع إسرائيل
د. حسين فوزي من رواد التطبيع الثقافي مع إسرائيل

يضيف سوميخ: “بعد لقائنا شبه العرضي في الولايات المتحدة الأمريكية نشأت بيننا صداقة عميقة، ومنذ ذلك الحين اعتدت الالتقاء به كل سنة صيفًا في باريس حيث كانت له ولزوجته شقة صغيرة قرب البانتون، ثم في القاهرة وتل أبيب فيما بعد، اعتاد في كل مرة إطلاعي على خططه الكتابية. وكنت أتابع باستمتاع بالغ كتبه ومقالاته الجديدة حال الانتهاء من تأليفها، فقد كنت مثلًا شاهد عيان على تأليف أجزاء كبيرة من كتابه الأخير تأملات في عصر الرينسانس الذي صدر في القاهرة قبل وفاته بثلاث سنوات”. (توفى الدكتور حسين فوزي عام 1988 عن عمر يناهز 88 عامًا).

ويتابع سوميخ: “كما تابعت عن كثب عمله الدؤوب في جمع وإعداد مئات من مقالاته التي نشرت من خلال ما يقارب الخمسين سنة في الصحف والمجلات المختلفة، إلا أنها لم تجمع في كتاب من قبل، على هذا النحو أعد ثلاث مجلدات حافلة ودفع بها إلى المطبعة، إلا أن هذه الكتب القيمة لم تصل إلى الأسواق حتى اليوم، إن قراءه الكثيرين سوف يستمتعون بقراءة هذه الكتب عندما تنتهي دور”

 

المسار الأخطر في التطبيع الثقافي

 

على جبهة أخرى من جبهات التصعيد في التطبيع الثقافي كان هناك مسار خطير بدأ في التشكيل من قِبل بعض المطبعون، حيث شارك مصدرون مصريون في توفير الكُتب لمعرض الكتاب في الأسبوع العربي السابع الذي افتتح في مدينة حيفا في 16-10-1983 وكان المركز العربي- اليهودي هو المنظم لهذا الأسبوع الثقافي، كما نظّم العديد من النشاطات الثقافية والاجتماعية في بيت الكرمة في حيفا، وهو أحد المراكز الذي تدعمها الحكومة الإسرائيلية ماديًا وأدبيًا. رفعت الفعالية شعار “دور الأديب المحلي على ضوء الواقع الجديد”، والتقى خلالها رئيس إسرائيل حاييم هيرتسوج بالقائم بالأعمال المصري.

سرقة الأدب المصري وخطة “لي الذراع”

 

زادت الخطورة في حدتها بنهايات الثمانينات أوائل التسعينات، حين قرر العدو الإسرائيلي أن يحدث نقله نوعية في الحرب على العقل العربي والمصري منه بالأخص، هذا بعد أن توغل الصحفيون الإسرائيليون المقيمون في مصر بشكل شبه دائم في بحر تكوينات العقل المصري، وقادة عقله، من أدباء ومفكرين وكُتّاب.

كانت الحادثة الأولى حين فوجئ الكاتب الروائي المصري يوسف القعيد بترجمة عبرية لروايته “الحرب في بر مصر” صادرة عن إحدى المؤسسات الثقافية الإسرائيلية دون إذن مسبق وتنازل رسمي منه، وهي الحادثة التي فسرها المفكرون بأن العدو الإسرائيلي ينفذ مخطط “لي ذراع” وإحراج المثقفين حتى يسيروا على نهج التطبيع رغم أنوفهم.

وفي حادثة أخرى قامت بعض شركات الإنتاج في الكيان الصهيوني بالترويج لبعض أفلام المخرج المصري يوسف شاهين وطبعها على أشرطة فيديو وترجمتها للعبرية، وهو ما جعل “شاهين” يخرج عن صمته ويصرح بأنه لم يعلم شيئًا عما حدث.

تشويه نجيب محفوظ

 

يعلم العدو الإسرائيلي مدى كراهية الشارع العربي له جيدً، لذا يعتمد أحيانًا على افتعال الصداقة وزعم الود بينه وبين الأفراد المُراد تشويههم والطعن في وطنيتهم، وهذا الأسلوب الذي اعتمد عليه في الحرب الباردة على أديب نوبل نجيب محفوظ.

بدأ هذا حين دأب المركز الأكاديمي الإسرائيلي على الاحتفاء بالأديب المصري نجيب محفوظ ودأب على ادعاء الصداقة الحميمة التي تربط محفوظ بالإسرائيليين وبخاصة من ترجموا أدبه للعبرية، وعلاقته بمؤسس هذا المركز د. شمعون شامير.

وفي عام 1989 كتب أحد الباحثين الإسرائليين، وهو أستاذ جامعي في إسرائيل يُدعى “شمعون بلاص” مقالًا هامًا في النشرة الداخلية السرية للمركز عام 1989 يحمل عنوان “نجيب محفوظ رسول الأدب العربي إلى العالم” جاء فيه ادعاءات على “محفوظ” بشأن الصراع العربي- الصهيوني.

كتب بلاص: “نجيب محفوظ كاتب دائم التجديد، فهو لا يتوقف عند عمل كبير أنجزه ولا يكرره بعد أن ثبت نجاحه، وإنما يسعى دائمًا لتجاوزه، مدفوعًا بغريزة المبدع نجو اكتشافات جديدة، فبعد الثلاثية نراه يتوجه إلى كتابة روايات قصيرة تدور حبكتها حول شخصية محبطة، لا تجد سبيلًا لتحقيق ذاتها فتجنح إلى الهروب من المسئولية أو إلى سلوك طريق العمل الفردي الذي يؤدي بها لا محالة إلى كارثة، في هذه الأعمال لم تعد الحارة مسرحًا للأحداث ولم يعد أفراد الأسرة أبطالًا لها، وإنما انتقل مركز الثقل إلى الفرد الواحد الذي يلاحقه الشعور بالهزيمة وانقطاع سبل الخلاص”.

نجيب محفوظ وتهمة التطبيع الثقافي
نجيب محفوظ وتهمة التطبيع الثقافي

نجيب محفوظ وتهمة التطبيع الثقافي

 

وفي بحث موسعي للبروفيسور الإسرائيلي ساسون سوميخ يحمل عنوان: (أدب نجيب محفوظ: ترجمته ودراسته في إسرائيل). يروي فيه تاريخ الاهتمام الإسرائيلي بالأدب العربي، وبخاصة المصري منه، والذي يحتل فيه نجيب محفوظ مكانة هامة، يقول: “في إسرائيل كقراء ونقاد على حد سواء لم يكونوا بحاجة إلى لجنة الجائزة السويدية لتعريفهم على الأستاذ نجيب محفوظ وأدبه، فشهرته في إسرائيل تكاد تضاهي شهرة الكتّاب الإسرائليين أنفسهم”.

وتمت صناعة أدب موازٍ لأدب نجيب محفوظ في المكتبات الاسرائيلية، حيث تم ترجمة معظم أعماله بعناوين أخرى وأشهرها أجزاء الثلاثية: ترجمت “بين القصرين” إلى العبرية ولكن بعنوان “بيت في القاهرة ونشرت في المكتبات الإسرائيلية عام 1982، يذكر أن إصدار الرواية الأصلية في المكتبات المصرية كان لعام 1956.

وترجم الجزء الثاني “قصر الشوق” إلى العبرية لكن بعنوان “كمال” ونشرت في المكتبات الإسرائيلية في عام 1984، ويذكر أن الرواية الأصلية نُشر في المكتبات المصرية بحلول عام 1957.

لم يختلف الجزء الثالث من الأجيال كثيرًا وهي رواية”السكرية” التي ترجمت عبريًا وتحولت عنوانها إلى “الجيل الثالث” ونشر في المكتبات الإسرائيلية عام 1986 وسبق أن نشر الأصلي بالمكتبات المصرية في عام 1957.

وترجم هذه الأجزاء الروائي الإسرائيلي المعروف سامي ميخائيل الذي كرس لها سنوات عديدة ويبلغ حجم الترجمة 950 صفحة من القطع الكبيرة وقد صدرت ضمن روائع الأدب العالمي، واستُقبل كل جزء منها بعدد كبير من الدراسات النقدية في أغلب المجلات الأدبية.

ويقول سوميخ: هناك كتابان لباحثين من جامعة تل أبيب تناولا جوانب مختلفة من أدب نجيب محفوظ بالإنجليزية وهما حتى يومنا هذا الكتابان الوحيدان في هذا الموضوع باللغات الأوروبية: أولهما كتاب “الإيقاع المتغير دراسة لروايات نجيب محفوظ”، نشرته دار “بريل” الهولندية عام 1973، والثاني كتاب “لي دين” مؤلفات مجيب محفوظ للدكتور ماتتيا هوبيليد، نشرته دار ترانساكشن في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1980.

وجاء موازيًا لكل هذا الاحتفاء الإسرائيلي بنجيب محفوظ همهمات تتهمه بالتطبيع، الأمر الذي نفاه نجيب محفوظ نفسه في مُذكراته حيث قال: “كان أكثر ما يضايقني ويثير أعصابي عندما نشر حديثي في القبس هو اعتقاد بعض الناس بأنني أطالب بالسلام من أجل إسرائيل، ولو كان لدى هؤلاء ذرة من التفكير المنطقي الموضوعي لفهموا أنني أنشد السلام من أجل هؤلاء البسطاء الذين طحنتهم الحروب”.

وتعلقيًا على هذه الاتهامات قال الناقد الأدبي سيد محمود، رئيس تحرير جريدة القاهرة الثقافية، في حوار سابق مع “سبوتنيك”، إن محفوظ لم يكن أبدًا من دعاة التطبيع ولكنه كان مع تسوية الأمور بالتفاوض مع ضمان الحق الفلسطيني كاملًا، وكل مقالات محفوظ في هذا الشأن تشهد على ذلك لأنها كانت قائمة على وصف الأحداث وليس الاتجاه نحو التطبيع، وإن المروجين لهذه الفكرة يخدمون المُبتغى الإسرائيلي وينجحون خطة تشويه نجيب محفوظ.

 

مصادر تم الاستعانة بها

  1. موسوعة التطبيع والمطبعون لـ د: رفعت سيد أحمد
  2. كتاب حصان طروادة الصهيوني على أبواب المحروسة لـ محمود عبده
  3. أعداد الثمانينات من جريدة الشعب.
  4. تصريحات من الوكالة الروسية “سبوتنيك”.
  5. تصريحات من جريدة “الوطن” المصرية
الوسوم

محمد فهمي

كاتب مصري، كتب للعديد من الصحف، منها جريدة اليوم الجديد، وجريدة أهل مصر، والمجلة الرسمية لمعرض الكتاب.. وله العديد من المقالات على مواقع: المولد، الرحالة، والعالم العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق